كلمة مدير عام المركز

الدكتور أنور يونس

المدير العام

رحلة طويلة وشاقة قطعها القائمون على مركز رعاية وحماية المدمنين منذ أن كان قسما تابعة لمكافحة الجريمة فرع مصراتة إلى أن صار مركزا مستقلا يقوم على الاهتمام ورعاية وحماية هذه الفئة، وهو ما جعل القائمين والعاملين في المركز يدركون أهمية واجبهم وسمو رسالتهم التي يحملونها، والمقصد الجليل والغاية النبيلة التي يعملون على تحقيقها لمجتمعهم ووطنهم.
لا يخفى على أحد أن الإدمان هو آفة العصر التي تأفك بأهم فئات المجتمع (الشباب)، الذين هم نواة النهضة والبناء في مجتمعاتهم، ويتعدى خطر الإدمان وتداعياته المدمِن ليصل ضرره إلى أسرته ومحيطه، وهو ما يجعل التصدي له ومعالجته أولوية قصوى وملحّة للحفاظ على المجتمع والشباب.
هذه الدوافع هي التي ننطلق منها في عملنا بمركز حماية ورعاية المدمنين مصراتة، فالمدمِن ضحية أكثر من كونه مجرماً، لذلك فهو يستحق الرعاية والحماية والاستثمار فيه ليكون فاعلا داخل مجتمعه، لذلك نسعى من خلال عمل المركز على ترسيخ هذه الفكرة والعمل من خلالها.
إننا نطمح أن نجعل من مركز رعاية وحماية المدمنين مصراتة بيئة ناجحة لعلاج هذه الفئة وبوابة لفرصة ثانية يعودون من خلالها إلى مجتمعهم يمارسون دورهم الطبيعي، ونؤمن أن هذا الأمر لا يتم من خلال العلاج النفسي والسريري فحسب، بل من خلال الشراكة من أسرهم ومجتمعاتهم، ومن خلال توفير الدعم لهم وتشجيعهم والأخذ بأيديهم، كما أن دراسة أسباب تفشي هذه الظاهرة ودوافع السقوط فيها، والتوعية بخطورته وسبل الوقاية أمر مهم نسعى لأن يكون حاضرا ويتردد صداه على الدوام لتتكاثف الجهود لمحاصرة هذه الآفة والقضاء عليها.