06 مايو 2025م – نظّم المركز الوطني لعلاج وتأهيل المدمنين بالتعاون مع منظمة النسيم للتنمية المجتمعية محاضرة توعوية لنزلاء المركز حول آثار تعاطي المخدرات والمفاهيم الخاطئة لدى المتعاطين، قدّمها استشاري الصحة النفسية الدكتور “رجب أبو جناح”.

 

وشهدت المحاضرة التي أقيمت أمس الاثنين تفاعل نزلاء المركز الذين تحدثوا عن الأسباب التي دفعتهم للتعاطي، ودوافع مجيئهم للمركز، وطرق قدومهم، والمعلومات المتوفرة لديهم عن المخدرات، ودوافع وأسباب التعاطي، وأنواع المخدرات التي يتعاطاها كل منهم.

 

واستهل الدكتور “أبو جناح” محاضرته بأسئلة: هل أنتم اخطأتم أم لا؟ هل رغبتكم في العلاج عالية؟ هل بإمكانكم اقناعي بأن الحشيش غير ضار بالصحة؟ مشاعر الندم عندكم هل مرتفعة أم لا؟ هل المخدرات حل للمشكلات أم أنها مشكلة بحد ذاتها؟.

 

وشدد “أبو جناح” على ضرورة الابتعاد عن بيئة التعاطي كونها أولى خطوات الشفاء “التعافي”، مطمئناً النزلاء الذين قدموا برغبتهم الشخصية “طوعاً” لن يعودوا إلى التعاطي ثانية “عدم الانتكاسة” وأن الفرصة مواتية للتعافي، مطالباً النزلاء بضرورة التقيد بالخطة العلاجية الموضوعة من قبل الاختصاصيين المعالجين.

 

وقال أحد نزلاء المركز: ليّ 23 يوم في المركز ودماغي صافي توة، فيما قال آخر ليّ 20 يوم في المركز ونبي نتعافى ونرجع لسابق عملي، وقال ثالث كنت في حالة اكتئاب لما كنت نتعاطى وقبل حضوري للمركز، وتوة ما عاش عندي اكتئاب والحمد لله، وقال نزيل رابع أنا احمل شهادة جامعية، وعقب خروجي من المركز سأتزوج وسألتحق بمحلات عائلتي، وقال نزيل خامس أنا في المركز من 50 يوم وأموري أفضل بإذن الله.

 

وحثّ الدكتور “أبو جناح” النزلاء على قول لا لكل من يحاول ثنيهم عن الإقلاع عن التعاطي والإدمان، مؤكداً أن مخدر الحشيش هو الأكثر انتشاراً في ليبيا والأخطر، باعتبار أن متعاطيه هم الأكثر عرضة للمرض النفسي والعقلي والعقم وعدم الانجاب، مضيفاً ان دراسة أجريت على 217 من متعاطي الحشيش أظهرت أنهم مصابين بأمراض عقلية وأن 47% منهم مصابين بالفصام العقلي، فضلاً عن جنون العظمة والضلالات.

 

كما حث النزلاء بضرورة المواظبة على أداء الصلاة في المسجد عقب خروجهم من المركز، وملء وقت فراغهم فيما يفيدهم ويعود بالنفع عليهم وعلى أسرهم، والابتعاد عن محيط التعاطي لبلوغ النجاح، ووضع خطة مستقبلية.

 

وقال للنزلاء “تتحشموا تمشوا لطبيب نفسي وعيادة نفسية لعلاج مشكلاتكم وما تتحشموش تمشوا لتاجر المخدرات في جنح الظلام”، مؤكداً أن المخدرات لم تكن حلاً يوماً وأنها لا تعالج الاكتئاب بل تتسبب في زيادته، وأن حجج المتعاطين غير مقنعة ناجمة عن إرادة ضعيفة، مبدياً أسفه لوجود صغار في السن في مستشفيات الغسيل الكلوي لأنهم متعاطين.

 

وقدّم عرض مرئي آخر، أظهر بعض الاحصاءات تظهر العلاقة بين التعاطي والجريمة، والإصابة بأمراض التهاب الكبد الفيروسي C، والإيدز.

 

وفي ختام محاضرته أشاد استشاري الصحة النفسية الدكتور “رجب أبو جناح” بالمركز والعاملين فيه، قوله “رجال المركز يبذلون جهوداً لخدمتكم، لعلاجكم”، وحثهم على ضرورة الالتزام بتعليمات الأطباء المعالجين والمتابعة بشكل مستمر، لإتمام التعافي.