أحيا المركز الوطني لعلاج وتأهيل المدمنين صباح أمس الثلاثاء اليوم العالمي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها والذي يحتفى به في 26 من يونيو من كل عام، ويقام هذا العام تحت شعار “كسر القيود- الوقاية، العلاج، والتعافي للجميع”

.

وشهد الحفل الذي أقيم بفندق كورنثيا بالعاصمة طرابلس، حضور وكيل وزارة الثقافة والتنمية المعرفية، ورئيس المجلس الوطني للتطوير الاقتصادي والاجتماعي، ورئيس جهاز المباحث الجنائية، ومدير إدارة التوجيه المعنوي برئاسة الأركان العامة للجيش الليبي، ومديري مركز المعلومات والتوثيق والمركز العام للتدريب وتطوير التعليم بوزارة التربية والتعليم، ولفيف من المهتمين ومؤسسات المجتمع المدني.

.

واستهل مساعد مدير المركز الوطني لعلاج وتأهيل المدمنين الأستاذ “محمد أبو فناس” كلمته مرحباً بالحضور الكرام، وأكد أن المركز هو صرحاً وطنياً بامتياز انطلق من رسالة سامية وهي تقديم العلاج للمدمنين، لإعادة دمجهم في المجتمع، مشيداً بجهود الحكومة في دعم المركز، والوقوف معه ومساندته

.

وجدد في كلمته التزام المركز بمحاربة هذه الظاهرة الخطيرة وحماية الشباب من آثارها المدمرة، مقدماً الشكر لكل الوزراء والوكلاء والمصالح والهيئات، مناشدا كافة الجهات والافراد استمرار جهودهم في دعم المركز، للوصول إلى كل من يحتاج للرعاية والعلاج من ابناءنا، داعياً المولى التوفيق

.

وفي كلمة له، قدّم مسؤول البرامج بمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة الدكتور “نبيل أبو عامر” الشكر للمركز على هذه الدعوة للمشاركة في اللقاء الهام الذي يتناول أحد أبرز القضايا التي تهدد شبابنا، باعتبارها تحدياً أمنياً وتنموياً، لا تهدد الأفراد فقط، إنما تشتت الأسرة وتسهم في الجريمة المنظمة

.

واستعرض خلال كلمته التقرير العالمي للمخدرات الصادر عن المكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة والذي صدر الأسبوع الماضي، 316 مليون متعاطي مخدرات في العالم، وهو يمثل 6٪ من سكان البالغين في العالم، وتسببت في نصف مليون حالة وفاة، موضحاً أن القنب في صدارة المواد المخدرة الأكثر استعمالاً، ثم الأفيونات، ثم الانفيتامينات والكوكائين، والاكستاسي.

.

وقال إن ليبيا لا تزال تعد دولة عبور، وأكد على الحاجة لتطوير برامج الوقاية والعلاج في ليبيا، مقدماً الشكر للمركز الوطني لعلاج وتأهيل المدمنين، معرباً عن أمله في أن يتم التوسع في برامج العلاج، مؤكداً استعدادهم للمشاركة والتعاون في ذلك.

.

فيما دعا اللواء “نوري شنوك” مدير إدارة التوجيه المعنوي برئاسة الأركان العامة للجيش الليبي، إلى تكاثف الجهود لمواجهة افة المخدرات، كاشفاً عن دراسة أجرتها المؤسسة العسكرية خلال الأعوام 2012-2025م، استهدفت الفئة العمرية 18-25 عاماً، وأظهرت نسبة من تم استبعادهم من الدخول للمؤسسة العسكرية بسبب تعاطيهم المخدرات والمؤثرات العقلية

.

وأكد رئيس المجلس الوطني للتطوير الاقتصادي والاجتماعي الدكتور “محمود الفطيسي” في كلمة له على ضرورة مواجهة المخدرات بشكل فعال من خلال الجهود المتكاملة للحكومة والمؤسسات المعنية، كاشفاً عن تشكيل وصياغة استراتيجية تُعنى بمكافحة المخدرات وتداعياتها على المجتمع الليبي من قبل فريق عمل وطني من كافة مؤسسات الحكومة المعنية، مبرزاً دور المركز الوطني لعلاج وتأهيل المدمنين في الأعمال الميدانية للاستراتيجية.

.

وفي كلمته، وصف وكيل وزارة الثقافة والتنمية المعرفية الأستاذ “عبد الباسط أبو قندة” انتشار المخدرات بـ “الكارثي جداً”، متأسفاً لوصولها إلى الثانويات والجامعات، وأشار إلى دور الهيئة العامة للمسرح والسينما في انتاج فيلم توعوي بالتعاون مع جهاز مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، مؤكداً أن الفن يعد من أهم الوسائل لمحاربة ظاهرة المخدرات، ودعا إلى تكاثف الجهود لمحاربتها.

.

وتم خلال الاحتفالية عرض فيلم وثائقي قصير يستعرض دور وجهود المركز الوطني لعلاج وتأهيل المدمنين، وفيلم آخر بعنوان “ماذا بعد” من بطولة الفنان “أنور البلعزي” تناول كيف أثر غياب دور الأسرة في انتشار المخدرات وتفشيها بين أبناءها.

.

وتضمنت الاحتفالية حواريتين اثنين، تناولت الأولى جهود علاج الإدمان في ليبيا: بين التعاطي والتعافي، وتحدث فيها مدير إدارة الشؤون الطبية بالمركز الوطني لعلاج وتأهيل المدمنين، واستشاري الصحة النفسية الدكتور “رجب أبو جناح”، ورئيس قسم الطب النفسي بمستشفى شارع الزاوية الدكتورة “نسرين أبو سريويل”

.

فيما تناولت الحوارية الثانية دور الإرشاد الأسري في الوقاية من المخدرات، تحدث فيها عضو المجلس الاستشاري الأسري العربي الدكتور “عبد الحميد أبو النور”، واختصاصي تعديل سلوك وارشاد نفسي الدكتور “ساسي خليفة موسى”، والدكتور “مصطفى الشاوش” مدير إدارة الصحة الاجتماعية والنفسية بالمركز الوطني لعلاج وتأهيل المدمنين.